يحيي العالم في العشرين جوان من كل سنة اليوم العالمي للاجئين وتنظم ندوات هنا وهناك تستعرض واقع اللاجئين وتدعو إلى التكفل بهم وإمدادهم والتكفل بهم طبيا وإنسانيا، بيد أن العشرين جوان من سنة 2024 سيكون له طابع خــاص ووقع أليم جدا على النازحين والهاربين من النزاعات والحروب لا سيما في فلسطين الجريحة والسودان الممزق.
نازحو غزة والسودان في هذا العشرين جوان سيجدون أنفسهم أمام مجتمع دولي صامت وضمير عالمي غارق في سبات عميق، فلا صيحات أحرار العالم ولا نداءات العقلاء ولا الوساطة ولا حتى القرارات الأممية لوقف العدوان الصهيوني على غزة أو وقف الحرب الدائرة بين الجيش السوداني و " ميليشيات الدعم السريع" المدعومة من الإمارات العربية أول الموقعين على الاتفاقيات الابراهيمية، وجدت آذانا صاغية أو التزاما بوقف الحرب ليبقى المدنيون يكابدون مأساة على مأساة في مخيمات اللجوء والنزوح والموت جوعا.
في مدينة رفح جنوب قطاع غزة التي لا تتعدى مساحتها الـ 64 كيلومترا مربعا، تؤكد الأمم المتحدة أنها آوت أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ ومُهجّرٍ قسرا وفارٍّ من عــدوان صـــ@ـيوني فاقت همجيته كل الأوصاف.. عدوان أتى على الأخضر واليابس لم يسلم منه لا الرضع أو النساء أو المرضى في المستشفيات واستهدف حتى النازحين في المخيمات والمدارس أو حتى في مدارس الأونروا.
ورغم هذا تتواصل وتستمر المعاناة لتضاف إليها أزمة غداء وجوع تكاد تهلك النسل في غزة التي إن سلم أطفالها من القصف والغارات، ارتقوا شهداء بسبب الجوع والعطش أمام الغلق الكلي للمعابر الحدودية وتذبدب وتوقف إدخال الإمدادات الطبية والمساعدات الغذائية في ظل تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي من كارثة إنسانية ومجاعة وشيكة في القطاع الذي يقـاوم منذ ما يزيد عن الثمانية أشهر عدوانا أعمى ومنذ 16 سنة حصارا عنصريا قاسيا.
السودان :7 ملايين لاجئ.. إلى أين؟
في السودان الذي مزقته الحروب والنزاعات أو فيما تبقى من السودان الكبير تدور حرب لا تبقي ولا تذر بين الجيش السوداني وبين "ميليشيات" الدعم السريع، حرب تدفع تكاليفها أطراف خارجية- كالإمارات العربية المتحدة التي اتهمها المندوب السوداني بتمويل الإرهاب والتطهير العرقي في بلاده- ويتحمل أوزراها المدنيون والأطفال والنساء، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنه منذ بداية الحرب في أفريل 2023، فرّ أكثر من 7 ملايين سوداني من ديارهم بحثا عن الأمن إلى دول الجوار أو إلى مخيمات النازح في الداخل السوداني التي تتواجد على حافة المجاعة وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان ادم رجال لمراسل إذاعة الجزائر الدولية ، الذي تأسف لحال النازحين الذين يموتون يوميا بسبب الجوع أو تحت القصف ونيران القذائف.
ويعد مخيم زمزم بدارفور أو كما يوصف بمخيم الموت أحد أكبر وأقدم الشواهد على معاناة اللاجئين والنازحين، حيث رصدت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير لها فيفري الماضي موت طفل كل ساعتين، بسبب نقص حاد في الغذاء والماء والدواء وتوقف المساعدات الإنسانية بسبب الحرب.
مروان بن عبد الله /إذاعة الجزائر الدولية