- فقد الحزب الاشتراكي اليساري الحاكم في إسباني اهم معاقل اليسار الاسباني تاريخيا منذ نصف قرن من الديمقراطية في إسبانيا امام تقدم غريمه التقليدي الحزب الشعبي المحافظ ال PP وزحف غير متوقع لحزب VOX اليميني المتطرف في خسارة اعتبرتها وسائل الإعلام الإسبانية بالتاريخية والموجعة لليسار الحاكم في إسبانيا وخاصة في معاقله التاريخية في ارتقاب ما ستفضي عليه الانتخابات الإقليمية المرتقبة في اقاليم الجنوب والوسط الغربي الاسباني خاصة اقليم اندلوسيا المرتقبة مطلع العام القادم 2026 والتي ستحدد مستقبل حكومة بيدرو سانشيز الائتلافية ...في ظل تمسك رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز باتمام عهدته حتي عام 2027 وسط قضايا فساد ورشوة شملت مسؤولين في الحزب الاشتراكي اليساري مما أدى إلى تراجع شعبية اليسار ليس في إقليم اكستريمادورا بل في عدة قواعد لليسار الاسباني حسب بارومتر الاراء الشعبية التي لم تتوقف عن بثها اهم وسائل الإعلام الإسبانية.
- على الجانب الاخر يهدد حزب سومار المشارك في الائتلاف الحكومي بالانسحاب من الحكومة شرط أن يتخد سانشيز إجراءات حازمة ضد أعضاء الحزب الاشتراكي اليساري المتورطين في الفساد والرشوة وقد اتخد بعض العقوبات ضد بارونات في الحزب .
- كما دعت رئيسة حزب سومار جولاندا دياز وهي تشغل منصب النائبة الثانية لرئيس الحكومة الإسبانية ان يعود سانشيز إلى التركيز على الصداقة الاستراتيجية مع الجزائر والعودة إلى الشرعية الدولية فيما يخص قضية الصحراء الغربية وفق قرارات تصفية الاستعمار وإنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية بعد نصف قرن من الاحتلال ونهب ثروات الشعب الصحراوي كلها من جانب المحتل المغربي ودول من الاتحاد الأوروبي اولها فرنسا وهذه شروط وضعتها جولندا دياز على مكتب سانشيز بدعم من حزب بوديموس الذي انسحب من الحكومة الائتلافية منذ عام بسبب ميول بيدرو سانشيز للمحتل المغربي عام 2022 مخترقا للشرعية الاميمية وغير ملتزما بالمسؤولية التاريخية والقانونية والإنسانية لاسبانيا تجاه الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره .
- كلها عوامل تسبب في احداث انشقاقات داخل الحزب الاشتراكي والااتلاف الحكومي لصالح غريمه التقليدي الحزب الشعبي المحافظ الذي استغل الوضع وخسارة اليسار لاقليم اكستريمادورا لتعزيز مطالبته بإنتخابات مسبقة او سحب الثقة على مستوى الكونغريسو الاسباني من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز قبل انتهاء عهدته عام 2027 ليثار الحزب الشعبي على الحزب الاشتراكي حيث أن بيدرو سانشيز وصل الى الحكم عام 2018 بسحب الكونغريسو للثقة لرئيس الحكومة السابق ماريانو راخوي الرئيس السابق للحزب الشعبي التي كان متورطا مع عدد هام مما يدعون ببارونات الPP في قضايا فساد زجت بالكثير من القياديين في الحزب الشعبي في السجن وخرج راخوي من الباب الضيق عبر سحب الثقة منه من جانب سانشيز والكونغريسو الاسباني وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن الوضع الآن مختلف كون ان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز قام باحداث نمو اقتصادي هام في الاقتصاد الإسباني وحظور دولي مميز خاصة باعترافه بالدولة الفلسطينية ومواجهته للعدوان الاسرائيلي دبلوماسيا وبعقوبات صارمة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وأهل غزة منذ اليوم الأول من بداية الابادة الجماعية لأهل غزة وهذه تعد إنجازات هامة وعادلة تخص السلام في العالم حققها سانشيز لحد الان فقط ينقصه الإبتعاد عن ضغط المحتل المغربي بشأن الصحراء الغربية الذي كلفه صداقة وحسن الجوار تاريخية مع اهم بلد في القارة الأفريقية وبوابة أفريقيا والعالم العربي والإسلامي وهي الجزائر.
- لكن عامل الوقت مايزال في صالح رئيس الحكومة الإسبانية لتدارك الوضع واعادة مراجعة مواقفه وسياساته الداخلية والإقليمية ليس لشخصه فقط بل لمصلحه اليسار الاسباني الذي يواجه زحف التطرف اليميني ببطىء لكن مركزه من جانب اليمين المتطرف محدد بقيادة حزب vox لان لحد الساعة مازالت إسبانيا دولة اشتراكية على الصعيد الأوروبي الذي غرق في أمواج الأحزاب المتطرفة اليمينية..وحتى تبقى إسبانيا نموذجا التعايش والدماج المهاجرين من مختلف الجنسيات من العالم وتبقي جسرا للتواصل بين العالم الغربي والعالم الإسلامي والعربي .
كريم حمدان، مدير مكتب اذاعة الجزائر الدولية من مدريد
