تطرق برنامج "مدارات الشرق الأوسط " في حلقة هذا الأسبوع الى الحرب الشاملة الوشيكة في الشرق الاوسط، توقيتها وحجمها وكيف سيتلقى الاحتلال الإسرائيلي الضربة، وما سيتقرر بناء عليها. ودلك بعد عملية الاغتيال المزدوجة التي ارتكبتها إسرائيل ضد قائديْن بارزين في المقاومتين، اللبنانية والفلسطينية ونقل الكيان الإسرائيلي الحرب المحدودة والمسقوفة في الشرق الأوسط إلى مستويات أعلى، لتصبح أقرب من أيّ وقت مضى إلى المواجهة الشاملة والحرب مفتوحة.
فعلى الرغم من الجهود الدولية الحثيثة الرامية إلى منع انزلاق المنطقة إلى أتون حرب كبيرة يخشاها الكثيرون حول العالم، وبغض النظر عن حملات التهويل والتخويف التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي، وتحاولان من خلالها ثني محور المقاومة عن الرد على عمليات الاغتيال الغادرة للقيادي الميداني في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، و لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنيّة في طهران، فإنه بات من المعلوم يقيناً لدى كل من يتابع مجريات الأحداث وتطوراتها في الشرق الاوسط أن هذا الرد حاصل، لأن عدم الذهاب إلى ردٍّ موجع وقاس ومؤثر سيدفع الاحتلال إلى مواصلة سياساته العدوانية وتوسيعها كمّاً ونوعاً ، ولتحقيق فرض شروطه على الجميع بقوة الحديد والنار.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات من غزة، ان الكيان الاسرائيلي في قيادته اليمينية المتطرفة وتجديدا نتنياهو والصهيونية الدينية وغلاة الليكود معنيون بدفع الأمور الى اتجاه المزيد من المواجهة مع الامة العربية والإسلامية، وبالتالي هناك محاولة لترميم جهة الردع في الداخل الفلسطيني لغايات إسرائيلية داخلية بعد الحدث الكبير في السابع من أكتوبر وتداعياته. وبعد عودة نتنياهو من امريكا مع الضوء الاخضر من قنوات مؤثرة بالبيت الأبيض لاستعادة ما تأكل من هيبة الردع الاسرائيلية عبر الاغتيالات.
ويرى الدكتور منصور ابو كريم الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية من غزة، ان اغتيال الشهيد اسماعيل هنية ضربة موجعة لحركة المقاومة الإسلامية ولحركة النضال الفلسطيني، لأن الشعب الفلسطيني في حرب مفتوحة ضد الاحتلال وحرب الابادة المفتوحة تجاه الفلسطينيين. واغتيال شخصية وازنة مثل هنية يبقي الصراع مفتوحا على مصراعيه مع كل الاحتمالات.
إعداد وتقديم: جازية عبيدو
