أكدت الدكتورة فوزية لزغم أهمية كتاب " الطب الشعبي الجزائري في بداية الإحتلال الفرنسي "كوثيقة أرشيفية توثق واقع الطب الشعبي في الجزائر قبل دخول المحتل الفرنسي ، وتفند إدعاءات هذا الأخير بتخلف المجتمع الجزائري وافتقاره لكل مظاهر الحضارة .
و يعود هذا الكتاب لمؤلفه الطبيب الدانماركي البير شونبيرغ ، الذي قدم إلى الجزائر على خلفية استدعاء رسمي من سلطات المحتل سنة 1830، ليأخذ على عاتقه تدوين ما لمسه من واقع في المجال الطبي لمدينة الجزائر التي أقام بها لمدة سنتين ، وهي المدة التي ألف فيها كتابه هذا الذي يحمل في الأصل عنوان " موجز عن الجزائر من الناحية الطبية ".
وترجع الدكتورة أهمية الكتاب و قيمته العلمية و التاريخية إلى تخصص مؤلفه الطبيب في المادة الموثقة ، كما تؤكد موضوعيته الكبيرة في شقه العلمي ،فيما قدمه من قوائم بأسماء الأطباء الجزائريين الذين أحصاهم و تعامل معهم في مدينة الجزائر ، بالإضافة إلى تناوله لعديد الأمراض و طريقة علاجها لدى الجزائريين ،مع ذكر أساليبهم الخاصة في ذلك ونجاعتها العلاجية .
وتؤكد الدكتورة اعتماد المؤلف على مخطوطات عربية يحوزها أطباء جزائريون في تلك الحقبة ، على غرار الطبيب إسماعيل بن محمد ، تحمل قائمة بالأدوية و المستحضرات الطبية المستعملة في المستشفيات و الصيدليات آنذاك ،بالإضافة إلى مخطوطات أخرى تبرز اعتماد الأطباء الجزائريين على المخطوطات القديمة في ممارستهم الطب