تطرق برنامج مدارات الشرق الاوسط إلى الإحتجاجات والمظاهرات العارمة في الكيان "الاسرائيلي" والعصيان داخل الجيش إثر اعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمرير قانون إصلاح القضاء وإقالة وزير الدفاع، لكن الظاهر أن الأزمة داخل الكيان أعمق وأوسع إلى شرخ داخل المجتمع "الاسرائيلي" بين اليمين المتطرف والديني والعلمانيين وبين اليهود المشرقيين ويهود اوروبا فيما يرفض العلمانيون التعديلات القضائية إزداد وقع الاحتجاجات . ولإسكات الشارع وضبط الامور التي خرجت عن السيطرة قرر نتنياهو تأجيل التعديلات القضائية الى الدورة البرلمانية المقبلة .

ويرى عادل شديد المختص بالشأن "الاسرائيلي" من الخليل أن هناك أزمة عميقة، إذ يرجع إلى أنه لا يمكن التعايش اليوم ما بين مكونات المجتمع خاصة اليهود المتطرفين مع العلمانيين أو الشرقيين مع الغربيين بمعنى أن سياسات الحكومات المتعاقبة منذ العام 1948 بإذابة الفروقات الاثنية والثقافية والاجتماعية وبين الثقافات اليهودية فشلت، وبالتالي تفجرت الأمور امام قيام الحكومة الاخيرة بإحداث مجموعة من التغيرات سواء فيما يتعلق بالقوانين او هوية الكيان "الاسرائيلي" من يهودية علمانية ليبرالية إلى يهودية دينية متطرفة .

من جهته يرى الكاتب السياسي أيمن الرفاتي أن بنيامين نتنياهو يريد ان يستخدم الوضع السياسي في دولة الاحتلال وحالة الإنقسام ليستمر في تصوير نفسه بأنه سيد الأمن، ويمكن أن يقود هذا الكيان وينجو به إلى بر الامان. تحالف مع اليمين المتطرف في الفترة الأخيرة وهو الاكثر تطرفا من داعش، من اجل تمرير التعديلات القضائية التي بموجبها يمكن السيطرة على المحكمة العليا وتمرير تشريعات تخدم مصالحه .

اعداد وتقديم : جازية عبيدو