تطرق برنامج "مدارات الشرق الأوسط " في حلقة هذا الأسبوع إلى الوضع في الضفة الغربية وتوسع الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي على الأرض الفلسطينية.

وصادق مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" على شرعنة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، والدفع بمخططات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في أنحائها، ومصادرة صلاحيات سيادية أمنية وإدارية ومدنية من السلطة لسلطة الفلسطينية وفرض عقوبات على مسؤولين فيها، في خضم جدل قديم جديد حول خطوات الاحتلال الإسرائيلي للضفة والهدف منها وإلى ماذا ستفضي في النهاية.

 ومع القرارات الأخيرة التي تم وصفها بأنها "نكبة جديدة"، باتت إسرائيل عمليا تسيطر على أكثر من 80% من مساحة الضفة الغربية أمنيا، بمعنى آخر، نسفت تل أبيب بهذه الخطوات أساس اتفاقية أوسلو. وتعمل حكومة الاحتلال حتى يصل الأمر إلى قوْننة ضم الضفة الغربية [بعد ضمها بحكم الأمر الواقع] في انتهاك لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة، كما يوطد السيطرة الإسرائيلية الدائمة على الضفة الغربية.

يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل شديد من الخليل بالضفة الغربية، ان الاحتلال يعمل على حرمان الفلسطينيين من ارضهم منذ فترة طويلة ولكن ازداد منذ السابع من اكتوبر. فلا يستطع الفلسطينيون التحرك خارج المناطق التي كانت تسمى سابقا " أ" و " ب " وباتت المنطقة " ج " التي تشكل أكثر من ثلثي الضفة الغربية يتحرك بها ويسيطر عليها الاحتلال لوحده مانعا الفلسطينيين من دخولها والعمل فيها والاستفادة منها وهي تعتبر السلة الغذائية لهم ومخزون المياه موجود فيها.

من جهته، يرى الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور ان انها حرب مفتوحة وأداة اضافية يتبعها الاحتلال، من منع الوصول الى المراعي وتشريع الاستيطان وقطع التواصل بين المدن اضافة الى التعطيش كلها اساسات من اجل تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه.  فالاحتلال مع انشاء كيانه عمل على السيطرة على المياه في الليطاني بلبنان وفي جبل الشيخ بسورية، وبكل مصادر المياه والآبار الارتوازية بالضفة الغربية من اجل التحكم بحياة الفلسطينيين.

إعداد وتقديم: جازية عبيدو