استضاف برنامج بالبنط العريض الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ضمن قراءة لمقاله المعنون بـ " الولايات المتّحدة والتدمير الممنهج للمؤسّسات العالمية" المنشور في العربي الجديد
يقول الدكتور حسن نافعة في مقاله : يثبت الفحص المتأنّي للسياسة التي انتهجتها الولايات المتّحدة تجاه المؤسّسات الدولية، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حقيقة تبدو صادمةً لكثيرين، أنّنا إزاء دولةٍ لا تؤمن بجدوى الدبلوماسية مُتعدّدة الأطراف، ولم تتحمّس، يوماً، لفكرة القيادة المشتركة أو الجماعية للنظام الدولي، عبر تفعيل دور المنظمّات الدولية، بل يمكن القول إنّنا إزاء دولة لا تعترف أصلاً بالقانون الدولي، نظراً إلى اعتقادها أنّ القوانين الأميركية أسمى وأعلى مكانة، ومن ثمّ، لا يجوز أبداً أن تتعارض معها قوانين أو قواعد تصدرها جهات أخرى، وفي حالة حدوث مثل هذا التعارض تصبح القوانين الأميركية هي الواجبة النفاذ، والأولى بالتطبيق.
يمكن القول إنّ الإدارات الأميركية المُتعاقبة سعت إلى استخدام المؤسّسات الدولية واحدةً من أدوات سياساتها الخارجية، واعتبرتها مؤسّسات مكمّلة لوزارة الخارجية الأميركية، وهو ما يفسّر حماستها لدعم هذه المؤسّسات وتشجيعها، حين كانت أنشطتها وقراراتها تأتي متوافقةً مع سياساتها ومحقّقة لمصالحها الخاصّة. أمّا إذا حدث العكس، واتّخذت هذه المؤسّسات قراراتٍ ترى الولايات المتّحدة أنّها تمسّ مصالحها أو مصالح حلفائها، فلم تكن تتردّد أبداً في ممارسة أنواع الضغوط كافّة عليها. ولأنّ الولايات المتّحدة هي المساهم المالي الأكبر في ميزانية هذه المؤسّسات، فعادة ما يُؤدّي إحجامها عن دفع حصّتها إلى التأثير بشدة في أنشطتها، وإرباك برامجها.
إعداد وتقديم: جازية عبيدو